المقالة الأولى : ما هو الحزب الشيوعيّ ؟
توطئة
ظل ماوو : أم وابنها يعبران مدخل المتحف العسكري ببيكين، في استقبالهما تمثال كبير للديكتاتور السابق ماوو تسي تونغ. (ستيفان شايفر/أ.ف.ب/صور جاتي)
طيلة أكثر من 5000 سنة، أنشأ الشعب الصيني حضارة عظيمة على الأرض التي يرويها النهر الأصفر ونهر يانغتسي. على امتداد هذه الحقبة الطويلة من الزمن، وُلدت ممالك واندثرت ممالك، وازدهرت الثقافة الصينية وأفـل نجمها. وتعاقبت أحداث كبرى ومُؤثرة على الساحة التاريخية للصين.
استنادًا لمُعظم المُؤرّخين، يفتتح عام 1840 بداية تاريـخ الصين المُعاصر، بداية سفرها من الأصالة إلى الحداثة. لقد كان على الحضارة الصينية أن تـُواجه أربعة مراحل عـُظمى من التحدّيات والردود. المراحل الثلاثة الأولى تتمثل في هجوم قوات تحالف انكليـزية- فرنسية على بيكين في مطلع السنوات 1860، ثمّ الحرب الصينية-اليابانية في 1894 (وتـُسمّى أيضًا "حرب جياوو") والحرب الروسية-اليابانية في الشمال الشرقي للصين في 1906. وقد ردّت الصين على هذه التحدّيات الثلاثة بحركة تغريبٍ : استيراد البضائع والأسلحة الحديثة، وتغييرات هيكـلية من خلال الحركة الإصلاحية في 1898 [1]، ومُحاولة لوضع نظام تأسيسيّ مع نهاية مملكة تشينغ، وأخيرًا ثورة كسينهاي (أو ثورة هسينهاي) [2] في 1911.
رغم أنّ الصين قد خرجت مُنتصرة في نهاية الحرب العالمية الأولى، فإنها لم تكـُنْ من ضمن القوى الكبيرة. الكثير من الصينيّين كانوا يروْن ردود بلادهم على هذه التحدّيات الثلاثة الكبيرة على أنها فشل. وكانت حركة 4 مايو [3] هي التي ستـقود إلى المحاولة الرابعة للردّ على التحدّيات السابقة، مُفضية إلى التغريب الكامل للثقافة الصينية وذلك عبـر الحركة الشيوعية وثورتها الجذرية.
هذا المقال يتناول بالتحليل نتائج المرحلة الأخيرة، أي الحركة الشيوعية والحزب الشيوعي. فلننظر عن كثبٍ إلى نتيجة ما اختارته الصين، أو ربّما علينا القول، ما فـُرِِضَ عليها. 160 سنة قد مرّت، وقرابة مائة مليون شخص قد ماتوا موتة ً غير طبيعية، وتقريبًا كلّ شيءٍ في الثقافة والحضارة الموروثتيْن الصينيتيْن قد وقع تدميره.
I. الاعتماد على العنف والرعب للاستحواذ على السلطة والحفاظ عليها
"الشيوعيون لا ينحدرون إلى مستوى إخفاء آرائهم ومشاريعهم. إنهم يُعلنون صراحة ً أنّ أهدافهم لا يُمكن بلوغها سوى عبـر الإطاحة العنيفة بكامل النظام الاجتماعي السابق" [4]. هذا الشاهد مأخوذ من الفقرة الأخيرة في بيان الحزب الشيوعي، النصّ الرسمي للحزب الشيوعي (ح ش). العنف هو الوسيلة الوحيدة والأساسية التي وصل الحزب الشيوعي بواسطتها إلى السلطة. وانتقـلت هذه الخاصّية إلى كلّ الأشكال اللاحقة للحزب التي ظهرت منذ نشوءه.
في الواقع، الحزب الشيوعي الأوّل في العالم قد تأسّس بعد سنواتٍ كثيرةٍ من موت كارل ماركس. في السنة التي تـَـلتْ ثورة أكتوبر 1917، وُلـِدَ "الحزب الشيوعي (البـولشيفي) الروسي" (والذي عـُرفَ أكثر فيما بعدُ باسم "الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي"). ونما هذا الحزب مستعملاً العنف ضدّ "الأعداء الطبقيين" وحافظ على وجوده أيضًا بواسطة العنف ضدّ أعضاء الحزب والمُواطنين العاديّين. أثناء عمليّات التطهيـر التي نظمها ستالين في السنوات 1930، قـتـّـل الحزب الشيوعي السوفييتي أكثر من 20 مليونـًا ممّن زُعـِمَ أنهم جواسيس وخـَوَنة، وأيضًا أولئك الدين يُشتـَبَهُ أنّ لديهم آراء مُخالفة.
في البداية، بدأ الحزب الشيوعي الصيني (ح ش ص) بصفته فرعًا من الحزب الشيوعي السوفييتي أثناء العالمية الشيوعية الثالثة. إذن فقد ورث بطبيعة الحال نزعته للقـتل. أثناء الحرب الأهلية الأولى بين الشيوعيين والكوومينتانغ (ك م ت)، من 1927 إلى 1936 في الصين، أضحى عدد سكـّان مقاطعة "دجيانغ تسي" بضعة عشرة ملايين نسمة بعد أن كانوا يزيدون على العشرين مليون نسمة. هذه الأرقام وحدها تـُعبّر تعبيرًا بليغـًا عن الكوارث التي سبّبها استعمال العنف.
العنف هو ربّما وسيلة لا مناص منها للاستحواذ على السلطة السياسية، ولكن لم يوجد أبدًا نظام له نزعة واستعداد للقـتل مثـل التي لدى الـح ش ص، وخاصّة ً في الفترات الهادئة. منذ 1949، تجاوز عدد القـتلى الذين ذهبوا ضحيّة عنف الـح ش ص مجموع عدد ضحايا الحرب الأهلية ما بين 1927 و 1949. المُساندة المُقــَدّمة للخمير الحُمر الكمبوديين هي مثال واضح على الطرق العنيفة للحزب الشيوعي. تحت حُكم الخمير الحُمر، تمّ قـتل أكثر من رُبـع الشعب الكمبوديّ، وهو يضمّ مُعظم الصينيين المُهاجرين وأبنائهم. والصين اليوم تـُواصل منع المُجتمع العالمي من تـتبـّع الخمير الحُمر عدليّا بغاية الاستمرار في إخفاء الدور الهامّ الذي لعبه الـح ش ص في تلك المجزرة.
لدى الـح ش ص روابط وثيقة مع القوات المُسلحة الثورية ومع الأنظمة الاستبدادية الأكثر قسوة ً في العالم. إضافة إلى الخمير الحُمر، فإنّ الأحزاب الشيوعية لأندونيسيا، للفيليبين، لماليزيا، للفيتنام، لبيرمانيا، لللاووس وللنيبال قد تمّ مُساندتها كلها من طرف الـح ش ص. الكثير من مُسيّري هذه الأحزاب هم صينيّون، وبعضهم لا يزال مُختبئـًا في الصين اليوم.
فظائع المجموعات الشيوعية الأخرى التي تنسبُ نفسها إلى الماويّة، مثل الدرب المُنير في أمريكا الجنوبية والجيش الأحمر في اليابان، قد وقع إدانتها من طرف المُجتمع العالمي.
إحدى النظريات التي يستعملها الشيوعيون هي الداروينية الاجتماعية. الحزب الشيوعي يـُطبـّق نظرية داروين في صراع الأجناس على العلاقات الإنسانية والتاريـخ الإنساني، مُدّعيًا أنّ صراع الطبقات هو القوّة الوحيدة المُحرّكة لـتنمية المُجتمع. وهكذا أصبح الصراع - "الدوغما" (الوثوقية) الأولى للـح ش ص - وسيلة ً للحصول على السيطرة السياسية والحفاظ عليها. العبارات الشهيرة لماوو تنـمّ بوضوح عن منطق بقاء الأقوى هذا :"مع 800 مليون بشر، كيف يُمكن أن تسير الأمور دون صراع ؟"
حسب تأكيدٍ آخر لماوو شهير هو أيضًا، "يجبُ أن تـُقادَ ثورة ثقافية كلّ سبـع أو ثماني سنين" [5]. لقد استعمل الح ش ص القوّة بشكل مُتكرّر لكي يُرعب ويُخضع الشعب الصيني. كلّ صراع، كلّ حركة، كانا مُمارسة ً للرعب، أرعدت قـلب الشعب الصيني وأخضعته شيئـًا فشيئـًا للعبودية تحت نيْـر الـح ش ص.
اليوم، أصبح الإرهاب العدوّ الأوّل للعالم الحُرّ المُتحضر. لقد مارس الـح ش ص، بفضل الجهاز الحكومي، إرهابًا عنيفـًا، على نطاق أوسع بكثير، ولمُدّة أطول بكثير، وذا نتائج مُدمّرة ومُخرّبة أكثر. اليوم، في القرن الحادي والعشرين، حذار أن ننسى هذه الخاصّية الوراثية في الحزب الشيوعي، إذ ما كانه الحزب في الماضي، هو حتمًا الذي يُحدّد ما سيكونه في المُستقبل.
II. اللجوء إلى الكذب لتبرير العنف
يُمكن أن نقيس المستوى الحضاري من خلال مدى العنف الذي يستعمله نظام مّا. إنّ الأنظمة الشيوعية بلجوئها إلى العنف، قد تقهقرت بالحضارة الإنسانية خطوة ً هائلة ً إلى الوراء. ومن المؤسف أنّ الحزب الشيوعي قد تـمّ اعتباره تـقدّميّا من قـِبَل أولئك الذين كانوا يظنـّون أنّ العنف هو وسيلة ضرورية للتـقدّم بالمُجتمع.
ينبغي أن نتأمـّـل الاستسلام للعنف على ضوء الخاصّية الوراثية الثانية للحزب الشيوعي : وهو مهارته الفائقة ومُنقطعة النظيـر في استعمال الكذب والخداع.
"منذ نعومة أظفارنا ونحن نرى في الولايات المُتحدة بلدًا صديقـًا. هذه الفكرة مردّها، في ناحيةٍ منها، أنّ الولايات المُتحدة لم تحتـلّ أبدًا بلدًا آخر، ولم تـُهاجم أبدًا الصين. وبالأساس، الانطباع الطيّب الذي يحمله الصينيون عن الولايات المُتحدة يرتكـز على طبيعتها المُنفتحة والديموقراطية".
هذا ما كان قد نـُشِرَ بـ 4 يوليو 1947 في "السينهوا دايلي"، الجريدة الرسمية للح ش ص. ولم تكـدْ ثلاث سنين تمرّ، إلاّ وكان الح ش ص قد أرسل جنودًا لكي يُحاربوا الفرق الأمريكية في كوريا الشمالية وكان يُصوّر الأمريكيين على أنهم الامبرياليين الأكثر فسادًا في العالم. كلّ صينيّ يعيش في شبه القارّة الصينية سيتفاجئ إن قرأ وجهة النظر تلك المكتوبة منذ أكثر من 50 سنة ً. لقد منع الح ش ص كلّ إصدار ٍ يحتوي على فقراتٍ مُماثلة لتلك وأصدر منها نـُسَخـًا تـمّ إعادة كتابتها.
منذ وصوله إلى السلطة، استعمل الح ش ص الكذب في القضاء على أعداء الثورة (1950-1953)، أثناء "التعاون" بين الشركات العمومية والخاصّة (1954-1957)، وأثناء حركة "ضدّ-اليمينيين" (1957)، وأثناء الثورة الثقافية (1966-1976) وأثناء مجزرة تيانانمن (1989)، وكذلك أثناء ما وقع حديثـًا من تقـتيل للفالون غونغ (1999). وأشهر مثال، وشهرته مليئة بالأسى، هو تقـتيل المُثقـفين في 1957. لقد طلب الـح ش ص من المُثقـفين أن يُعبّروا عن آرائهم ولكنه ما لبث إثر ذلك أن قـتـّـلهم بحُجّة أنهم "يمينيـّون" مُستدلاّ بأقوالهم كبراهين على "جرائمهم". وعندما ندّد البعض بهذا التقـتيل بكونه مقـلبًا أو مُؤامرة ً محبوكة ً في الخفاء، أعلن ماوو على الملأ :"ليس بمُؤامرةٍ محبوكةٍ في الخفاء، إنها خـُطـّة مكشوفة للجميـع."
لعبت الخديعة والأكاذيب دورًا هامّا جدّا في استحواذ الح ش ص على السلطة والحفاظ عليها. إن للصين أطول تاريـخ وأكمل تاريـخ في العالم والمُثقـفون الصينيون قد آمنوا دومًا بالتاريـخ. استعمل الشعب الصيني التاريـخ لكي يُقـيّم الواقع الحاليّ بل وحتـّى بغاية تحقيق تـقدّم روحي على المستوى الشخصيّ. ولكي يخدم التاريـخ النظام الحاليّ، فقد لجأ الـح ش ص بصفةٍ مُتكرّرةٍ ودائمةٍ إلى تحوير الحقيقة التاريخية وإخفاءها. في حملته الدعائية وفي إصداراته، أعاد الـح ش ص كتابة التاريـخ، من تاريـخ الفترات البعيدة مثـل فترات "الربيـع والخريف" (770-476 ق م) و "الممالك المُحاربة" (475-221 ق م)، وصولاً إلى الثورة الثقافية قريبة العهد. منذ 1949، استغرقت هذه التحويرات مدّة أكثر من نصف قرن، وكلّ الجهود الرامية إلى إعادة الحقيقة التاريخية إلى أصلها اصطدمت بمعارضة الـح ش ص.
عندما يُضحي العنف غير كافٍ للحفاظ على السيطرة، يلجأ الـح ش ص إلى الخديعة والكذب اللذان يصلـُحان كمُبرّر وقناع تـتوارى وراءه سيادة العنف وهيمنته. طبعًا، علينا الإقرار بأنّ الكذب والخديعة ليسا من اختراع الحزب الشيوعي، بل إنّ هذه رذائـل قديمة جدّا استعملها الـح ش ص بكلّ حرّية ودون رادع. لقد وعد الـح ش ص الفلاحين بأراض ٍ، ووعد العمّال بمصانع، ووعد المُثقـفين بالحرّية والديموقراطية، ووعد الجميـع بالسلام. ولم يتـمّ الوفاء بأيّ من هذه الوعود. جـيل من الصينيين مات مخدوعًا، وجـيل آخر تـتواصل إلى اليوم عمليّة نهبه واستنزافه. نعم، وهذا هو الجانب الأكثر تعاسة في الأمّة الصينية، وهو ما سبّب شقاء الصينيين أكثر.
III. مبادئ متغيّرة دومًا
أثناء الحوار التلفزي الذي دار في 2004 بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال أحد المترشحين أنه بإمكان المرء تغيير خـُططه التكتيكية إن اقـتضى الأمر، ولكن عليه ألاّ يُغيّر أبدًا "مُعتقداته" أو "قيمه الأساسية"، وإلاّ فسيكون بكلّ بساطةٍ "غير جدير بالثقة" [6]. هذا التصريـح يُساعد على فهم مبدأ عامّ.
الحزب الشيوعي هو مثال نموذجي على ذلك. منذ ولادته، منذ أكثر من 80 سنة ً، عقد الـح ش ص 16 مُؤتمرًا وطنيّا وغيّر 16 مرّة ً المجلس التأسيسي للحزب. أثناء أكثر من 5 عقود من السلطة، قام الـح ش ص بخمس تغييرات كـُبرى في المجلس التأسيسي الصيني.
غاية الـح ش ص المُثـلى هي المساواة الاجتماعية والتي تـُفضي إلى مجتمع شيوعي. ورغم ذلك، أصبحت الصين، في ظلّ الحكم الشيوعي، البلد الذي يشهدُ أكبر عدم تكافؤ اقتصادي. الكثير من أعيان الحزب أصبحوا أثرياء ثراءًا طائلاً بينما 800 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر.
الخط النظري الرئيسي للـح ش ص قد انطلق من الماركسية-اللينينية، وأضيفت إليه الماوية، ثمّ أضيفت إليه اليوم أفكار "دانغ سياوبينغ" ثمّ حديثـًا أفكارجيانغ "التمثيلات الثلاث". الماركسية واللينينية والماوية لا تـتـّفق أبدًا مع نظرية دانغ وايديولوجية جيانغ، بل إنها على طرف النقيض منهما. إنّ هذه الخلطة العجيبة من النظريات الشيوعية المُستعملة من طرف الـح ش ص لبالفعـل أمر نادر في تاريـخ الإنسانية.
لقد تضاربت مبادئ الحزب الشيوعي بشدّةٍ فيما بينها أثناء سيرورة تطوّرها، من فكرة الاحتواء الشامل الذي يتجاوز الدولة-الأمّة وصولاً إلى القوميّة المُتطرّفة اليوم، من القضاء على كلّ ملكيّة خاصّة وعلى كلّ الطبقات المُستغلـّة وصولاً إلى المفهوم الحالي الذي يُشجّع الرأسماليين على الالتحاق بالحزب، مبادئ البارحة انقـلبت رأسًا على عقبٍ في سياسة اليوم، ونتوقــّع غدًا تغييراتٍ أخرى. مهما يكـُن عدد المرّات التي يُغيّر فيها الـح ش ص مبادئه، فإنّ غايته تبقى واضحة : الحصول على السلطة والحفاظ عليها، وتمديد الهيمنة المطلقة على المجتمع.
عرف الـح ش ص لأكثر من عشر مرّاتٍ في تاريخه، صراعاتٍ داخلية، صراعات "حياة أو موت". في الحقيقة، كلّ هذه الصراعات كانت قد تزامنت مع انتقال للسلطة إثر تغييرات في المبادئ الأساسية للحزب.
كلّ تغيير في المبادئ قد ورد نتيجة ً لأزمةٍ حتمية واجهها الـح ش ص، تـُهدّد شرعيّته وتـُهدّد بقاءهُ. إن يكـُنْ العمل المُشترك مع حزب الكوومينتانغ، أو سياسة خارجية مُوالية لأمريكا، أو الإصلاح الاقتصادي وانفتاح السوق، أو أيضًا الدعوة إلى القوميّة، كلّ واحد من هذه القرارات قد أتى في فترة أزمةٍ وكان الهدف منه هو الحصول على السلطة أو تدعيمها. كلّ دورةٍ من دَوَرات اضطهاد مجموعةٍ من الناس، متبوعة بقـلبٍ للمعطيات وردّ الاعتبار للمضطهدين ومحاولة إنصافهم من جديد، كانت مربوطة بتغييرات في المبادئ الأساسية للـح ش ص.
هناك مَثـل غربيّ يقول أنّ الحقيقة ثابتة لا تـتغيّر وأنّ الكذب ذو وجهٍ مُتغيّر. هذا المَثـل لا يخلو من الحكمة.
VI. كيف أنّ طبيعة الحزب تـحلّ محلّ الطبيعة الإنسانية وتقضي عليها
الـح ش ص هو نظام مُستبدّ لينينيّ. منذ بدايات الحزب، تـمّ وضع ثلاثة خطوط عريضة أساسية : الخط الثقافي، الخط السياسي، والخط التنظيمي. الخط الثقافي يتمثـل في الفلسفة التي أسّست الحزب الشيوعي. الخط السياسي يتمثـل في رسم الأهداف. والخط التنظيمي يتمثـل في الكيفيّة التي بها يتـمّ بلوغ هذه الأهداف في إطار تنظيم ٍ مُحكم ٍ.
أعضاء الـح ش ص، مثـلهم مثـل الناس الذين يُسيّرهم الـح ش ص، يتلقــّوْن أوّلاً وقبل كلّ شيئ ٍ أوامر ؛ والمطلوب منهم هو الطاعة العمياء. تلك هي طبيعة الخط التنظيمي.
في الصين، أغلبيّة الناس واعون بازدواجيّة الشخصية الموجودة لدى أعضاء الـح ش ص. في حياتهم الخاصّة، هم بشر عاديّون لديهم مشاعر الفرحة والغضب والكآبة والمرح، ولديهم مزايا الناس العاديين وعيوبهم. ويُمكن أن يكونوا آباء، أو أزواج، أو زوجات، أو أصدقاء. ولكنّ طبيعة الحزب تـقعُ فوق الطبيعة البشرية وفوق المشاعر. ما يقتضيه الحزب الشيوعي هو أنّ طبيعة الحزب تتجاوز الطبيعة البشرية. وبهذه الطريقة، يُصبح الشعور الإنساني نسبـيّا وقابلاً للتطويـع، بينما تـُصبح طبيعة الحزب مُطلقة، فوق كلّ الشكوك وفوق كلّ التحدّيات.
أثناء الثورة الثقافية، آباء وأبناء تـقاتلوا فيما بينهم، وأزواج وزوجات تصارعوا فيما بينهم، وأمّهات وبنات تبادلن الشتائم فيما بينهنّ، وطلبة وأساتذتهم عامل بعضهم بعضًا معاملة الأعداء. لقد شجّعت مبادئ الحزب على الصراع والكره. في الفترات الأولى لحكم الـح ش ص، وجد بعض أعيان الحزب نفسه عاجزًا عندما تـمّ وصم أفراد أسرته بأنهم أعداء طبقـيّون وتـمّ قمعهم. لقد كان هذا، مرّة ً أخرى، ينبـع من طبيعة الحزب.
هيمنة طبيعة الحزب على الفرد هي نتيجة المذهبة الطويلة للـح ش ص. يبدأ التدريب منذ الحضانة، حيث تـُشفـَعُ الأجوبة التي يـُريدها الـح ش ص بمكافأةٍ رغم أنها لا تـتـّفق لا مع المنطق السليم ولا مع الطبيعة الإنسانية للطفل. يتلـقــّى المُتعلــّمون تعليمًا سياسيّا في التعليم الابتدائيّ، وفي التعليم الثانويّ، وصولاً إلى الجامعة. هم يتعلــّمون اتـّباع الأجوبة السائدة التي يـُقرّها الحزب، وإلاّ فلا يُسمَحُ لهم باجتياز الامتحانات وإحراز الشهادات.
على عضو الحزب، مهما تكـُنْ أفكاره الداخلية، أن يتـّبـع خط سيْر الحزب عندما يتكلــّم في العَلـَن. البُنية التنظيمية للحزب الشيوعي هي عبارة عن هَرَم ٍ ضخم ٍ، حيث نجدُ في قمّة الهَرَم السلطة المركزية التي تـُهيمن على كلّ الدرجات. هذه البنية الفريدة هي إحدى الخاصّيات الأكثر أهمّية في نظام الـح ش ص. وهي تـُساهم في إعطاء امتـثال أعمى.
اليوم، تدهور الـح ش ص إلى كيان سياسيّ يُصارع للحفاظ على مصلحته الخاصّة. إنه لم يعُدْ يتـّبـع أيّا من الأهداف السامية للشيوعية. ومع ذلك، فإنّ البُنية التنظيمية للشيوعية قد تـمّ الحفاظ عليها، واشتراطها للطاعة المُطلقة لم يتغيّـر. هذا الحزب، الذي يضعُ نفسه فوق الإنسانية وفوق الطبيعة الإنسانية، يقضي على كلّ تنظيم ٍ أو كلّ شخص يرى فيه تهديدًا أو إمكانيّة تهديدٍ لسيادته الخاصّة، إن يكـُن هذا الشخص مُواطنـًا عاديّا أو مُوظفـًا ساميًا من موظـّفي الـح ش ص.
V. شيطان يقف ضدّ الطبيعة والطبيعة الإنسانية
تحت قـبّة السماء، كلّ المخلوقات تمرّ بالدورة التالية : ولادة، نضج، تقهقر، وموت.
خلافـًا للنظام الشيوعي، فإنّ المجتمعات غير الشيوعية، حتـّى تلك التي تـُعاني من استبداد نظام كليانيّ، نجدُ أنها تسمحُ، أحيانـًا كثيرة، بقدر مُعيّن من استقلاليّة التنظيم ومن حرّية اتـّخاذ القرار. لقد كان المجتمع الصيني القديم يخضعُ لحكم ٍ وفق بُـنيةٍ ثنائيةٍ. في المناطق الريفية، كانت العشائر تـُكوّن مركـز تنظيم اجتماعي مُستقـلّ بينما المناطق الحضريّة كانت تنتظمُ حول رابطة النقابات. نظام الحكم الذي كان يمتدّ من الأعلى إلى الأسفل، كان يقفُ عند مستوى الأرياف.
لقد كان النظام النازي، وهو ربّما أقسى نظام ديكتاتوري إلى جانب النظام الشيوعي، كان يسمحُ ببقاء الملكيّة الخاصّة. ولكنّ الأنظمة الشيوعية قد قضت على كلّ شكـل من أشكال التنظيم الاجتماعي المُستقـلّ عن الحزب، وعوّضته ببـُنىً سلطويّة مركزية، من الأعلى إلى الأسفل.
إن كانت البـُنى الاجتماعية التي ترتـفع انطلاقـًا من القاعدة تسمحُ بصفة طبيعية باستقلاليّة الفرد أو المجموعة، إذن فالنظام الشيوعي في أساسه هو مُضادّ للطبيعة.
لا يقـترح النظام الشيوعي مقاييس كونيّة للطبيعة الإنسانية. مفهوم الخير والشرّ، مثـله مثـل القوانين والقواعد، كلها يتـمّ التعامل معها بطريقة اعتباطية. الشيوعيون لا يسمحون بالقـتل، إلاّ بالنسبة لمن يُعتـَبَرُ أنهم أعداء الحزب الشيوعي. بـرّ الأبناء بالآباء خصلة جيّدة، إلاّ إذا كان الآباء ممّن يُعتـَبَرُ أنهم أعداء طبقـيّون. الإحسان، والاستقامة، والتصرّف المُهذب، والحكمة والإخلاص، هي أشياء حسنة، ولكن لا يجوز تطبيقها عندما يكون الحزب غير مُوافق أو عندما لا يُريد أن يضع في اعتباره هذه الفضائـل الأصلية. الحزب الشيوعي يقـلب تمامًا المقاييس الكونية للطبيعة الإنسانية، إنه ينبني على مبادئ تـقعُ على طرف النقيض من الطبيعة الإنسانية.
المُجتمعات غير الشيوعية تضعُ عمومًا في اعتبارها ثنائية الطبيعة الإنسانية من خير وشرّ وهي تتأسّس على مواثيق اجتماعيّة موضوعة للحفاظ على توازن المجتمع. ومع ذلك، في المُجتمعات الشيوعية، ينتفي مفهوم الطبيعة الإنسانية في حدّ ذاته، ولا يتـمّ الاعتراف لا بالخير ولا بالشرّ. حسب ماركس، القضاء على مفهوم الخير والشرّ يُمكـّن من الإطاحة كلــّيًا ببُنية المجتمع القديم.
الحزب الشيوعي لا يعتقد في وجود الله، ولا يحترم حتى الطبيعة. "مُحاربة السماء، مُكافحة الأرض، الصراع ضدّ الإنسان – الحياة التي تـُعاشُ هكذا تكون مليئة ً بالفرحة." كان هذا شعار الـح ش ص أثناء الثورة الثقافية. وهكذا فقد عانى كلّ من الشعب والأرض قدرًا كبيرًا من العذاب.
يتوارث الصينيون الاعتقاد التالي وهو وحدة السماء والإنسان. لقد قال لاوو تسي في الداوو دي دجينغ (تاوو تي كينغ) :"الإنسان يتبـع الأرض، والأرض تتبـع السماء، والسماء تتبـع الطاوو، والطاوو يتبـع الطبيعة" [7]. الإنسان والطبيعة يُوجدان داخل علاقة انسجام في رحاب التواصل الكونيّ.
الحزب الشيوعي هو أيضًا نوع من المخلوقات. ولكنه يتعارض مع الطبيعة، ومع السماء، ومع الأرض، ومع الإنسان. إنه شيطان شرّير يقف ضدّ الكون.
IV. بعض مظاهر هذا التملــّك الشرّير
أعضاء الـح ش ص أنفسهم لا يُساهمون أبدًا في أنشطة إنتاجية أو إبداعية، عندما يحصلون على السلطة، يَعْـلـَـقون بالناس، يُهيمنون عليهم ويستخدمونهم. وخشية فقدان هذه الهيمنة، يبسطون نفوذهم إلى حدود أسفل السلـّم الاجتماعي. يتحكـّمون في موارد الإنتاج ويستنفدون ثروات المجتمع.
في الصين، يمتدّ الـح ش ص إلى كلّ مكان ٍ ويُسيطر على كلّ شيء ٍ، ولكن لا أحد قد تمكـّن أبدًا من رؤية حساب الـح ش ص، بل فقط حسابات الدولة، وحسابات الولايات المحلــّية والشركات. من الحكومة المركزية وصولاً إلى اللجان القروية في الأرياف، يشغـَـلُ الموظفون البلديون دائمًا منصبًا دون منصب الإطارات الشيوعية، وهكذا فالإدارات المحلــّية يجب أن تخضع لتعليمات خلايا الحزب الشيوعي الموجودة معها في نفس المستوى. مصاريف الحزب تـُغطـّيها السّـلط البلدية ويتـمّ احتسابها مع نظام البلدية.
تنظيم الـح ش ص، مثـله مثـل شيطان شرّير، يعْـلـَقُ بكلّ خليّةٍ من خلايا المجتمع الصيني، مثـلما يتبع الظلّ صاحبهُ. هذا التنظيم ينفـَذ ُ بعُمق إلى كلّ شُعَيـْرةٍ وكلّ خليّةٍ في المجتمع، بواسطة أوعيته الدقيقة، أوعية امتصاص الدماء لديه، مُهيمنـًا بهذه الطريقة على المجتمع ومُستخدمًا إيّاه.
هذه البُنية الفريدة، بُنية التملــّـك الشرّير هذه، قد وُجـِدت في التاريـخ الإنساني القديم، بصفةٍ جزئية أو وقـتية. ولكنها لم تـُوجدْ أبدًا لفترةٍ طويلةٍ مثـل التي استغرقها الـح ش ص، ولم تـُسيطر أبدًا على المجتمع بصفةٍ كـُلــّيةٍ مثـلما فعـل الـح ش ص.
لهذا السبب يعيش الفلاحون الصينيون في ضنك العيش، ويقومون بأعمال تـُقابَلُ بالجحود والنكران. لا فقط عليهم أن يـُوفـّروا حاجيات الموظفين البلديّين التقـليديين، ولكن أيضًا حاجيات الإطارات الشيوعية، المُتواجدة أحيانـًا بأعداد أكبر.
لهذا السبب، فـقد العمّال الصينيون موارد رزقهم بأعدادٍ كبيرةٍ. أوعية امتصاص الدماء للـح ش ص الموجود في كلّ مكان والمُتملــّك بهم قد استنزفت خزائن مصانعهم طيلة سنواتٍ كثيرةٍ.
لهذا السبب يصعُبُ جدّا على المُثقـفين الصينيين أن يحصلوا على حرّية التفكير. بالإضافة إلى رؤسائهم ومُسيّريهم في العمل، فإنّ ظـلّ الـح ش ص يُخيّم على كلّ مكان، لا همّ له سوى مراقبة الناس.
يحتاج الشيطان الشرّير إلى سيطرة تامّة ومُطلقة على عقـل وروح من تملــّـك به لكي يستقي الطاقة التي يحتاجها لمواصلة العيش.
حسب علم السياسة الحديث، تـتأتـّى السلطة من ثلاثة موارد رئيسية : القوّة، الثروة، والمعرفة. لم يتردّد الـح ش ص أبدًا في استعمال وتوظيف السيطرة والقوّة لنهب مُمتلكات الناس. بل وأسوء من ذلك : لقد حرم الناس من حرّية التعبير وحرّية الصحافة. لقد اغتصب عقول الناس وإرادتهم لكي يُحافظ على تحكـّمه المُطلق في السلطة. ما سبق يُمكـّننا أن نستنتج أن تملــّـك الـح ش ص الشرّير يُسيطر على الناس بإحكام ٍ يصعُبُ معه مقارنته بأيّ نظام ٍ آخر في العالم.
VII. أن ننظر إلى أنفسنا ونتخلــّص من الـح ش ص
في بيان الـح ش ص، أوّل وثيقة في برنامج الحزب الشيوعي، يُعلن ماركس :"في 1848، هناك شبـح يُخيّم على أوروبّا : شبـح الشيوعية" [8]. بعد قرن من ذلك، لم تعُـدْ الشيوعية مُجرّد شبـح، بل اكتست جسمًا مادّيًا مُحدّدًا. لقد انتشرت في جميـع أنحاء العالم مثـلما ينتشر الوباء، قاتـلة ً في طريقها مئات الملايين من الناس، وناهبة ً مُمتلكات مئات الملايين من الأشخاص، بما في ذلك عقولهم وأرواحهم التي وُلـِدت حُرّة ً.
المبادئ الأساسية للحزب الشيوعي هي الاستحواذ على كلّ ملكيّة خاصّة من أجل القضاء على "الطبقة المُستغـِلـّة". الملكيّة الخاصّة هي القاعدة التي تـقوم عليها كلّ الحقوق الاجتماعية وأحيانـًا كثيرة ًما تنضوي داخلها الثقافة القومية. الناس الذين يـقعُ نهب أملاكهم الخاصّة يفـقدون أيضًا حرّية تفكيرهم وعقولهم ؛ ويُمكن حتـّى أن يفـقدوا حرّية التمتـّع بحقوق اجتماعية وسياسية.
في مُواجهة أزمة حياة أو موت، وجد الـح ش ص نفسه مُجبَرًا على القيام بإصلاح على مستوى الاقتصاد الصيني في السنوات 1980. بعض حقوق التمتـّع بالملكيّة الخاصّة تـمّ إرجاعها للناس. وقد خلق هذا ثغرة ً في هذه المَكـَنة الضخمة، مَكـَنة السيطرة الدقيقة والمُحكمة للـح ش ص. وهذه الثغرة آخذة في الاتـّساع أكثر فأكثر تـَبَعًا لسعي أعضاء الـح ش ص المُتواصل لجمع ثروات خاصّة.
هذا الكائن الطفيليّ الذي هو الـح ش ص، والذي بقي في مكانه بواسطة العنف، والكذب، والتغيير المتواصل للمظهر والصورة، قد أخذت تبدو عليه اليوم علامات التدهور والعصبية عند أدنى مشكلة : إنه يُحاول أن يبقى على قيد الحياة، ماضيًا في تجميـع المزيد من الثروات ومُدعّمًا نفوذه، ولكنّ هذه الأفعال ليس من شأنها سوى أن تزيد من خطورة الأزمة.
تبدو الصين الحالية مُزدهرة، ولكنّ الصراعات الاجتماعية قد احتدمت فيها إلى درجة لم يتـمّ بلوغها من قبلُ أبدًا. ربّما سيُحاول الـح ش ص أن يتراجع خطوة ً إلى الوراء، مُستعملاً الأساليب السياسية التي استـُعمـِلت في الماضي، فـيُحاول أن يُصلح ما أفسده في مجزرة ساحة تيانانمن أو الفالون غونغ، أو يُحاول أن يتـّخذ مجموعة أخرى كعدوّ، ويُواصل بهذا حكمه الإرهابيّ.
إزاء تحدّيات المائة سنة الأخيرة، كان جواب الأمّة الصينية هو استيراد الأسلحة، وإصلاح النظام وتحويره، وتفجير ثورات مُتطرّفة وعنيفة. أعداد لا تـُحصى من الناس قد قـُـتـِلت والثقافة الموروثة الصينية قد تـمّ رميها. يبدو أنّ هذه الأجوبة باءت بالفشل. وعندما احتـلّ الاضطراب والقـلق مكانـًا في نفوس الصينيين، استغلّ الـح ش ص الظرف لكي يدخُـل في مسرح الأحداث. ومنذ ذلك الحين وهو يُمسك في قبضة نفوذه هذه الحضارة، آخر الحضارات القديمة التي لا تزال حيّة في العالم.
في التحدّيات القادمة، سيكون على الشعب الصيني مرّة ً أخرى أن يقوم بخيارات، لا مناص من ذلك. ومهما تكـُنْ هذه الخيارات، فإنّ على كلّ مواطن صيني أن يعي أنه إن واصل تعليـق أدنى أمل ٍ له على الـح ش ص، فلن يكون في ذلك سوى زيادة في حدّة الأضرار التي ألحِقت بالأمّة الصينية، ولن يكون ذلك سوى حقنـًا لطاقة جديدة تنضاف للتملــّـك الشيطاني للـح ش ص.
يجبُ علينا أن نتخلــّى عن كلّ وهم ٍ، أن نتمعّن في الأشياء بأنفسنا وألاّ نترك أنفسنا تكون مرتعًا للجشع والكره. فقط حينها سيتسنـّى لنا فـكّ عقالنا من نصف قرن من هذا الكابوس، من سيطرة التملــّـك الشيطاني للـح ش ص على امتدادالـ 50 سنة الماضية. من أجل أمّةٍ حُرّةٍ، نستطيـعُ أن نـُعيد الحضارة الصينية إلى بريقها، هذه الحضارة التي تـقوم على احترام الطبيعة الإنسانية وعلى الرحمة بالجميـع.
ملاحظات :
1- إصلاح المائة يوم ٍ كان إصلاحًا دام 103 يومًا، من 11 يونيو إلى 21 سبتمبر 1898. أمر الإمبراطور غوانغسو من مملكة تشينـغ (1875-1908) بمجموعةٍ من الإصلاحات الرامية إلى إدخال تغيـيرات هيكـلية واجتماعية عميقة. وقد قام أطراف من النخبة الحاكمة المُحافظة بمُعارضة هذا الإصلاح بشدّة. فقامت الإمبراطورة دواغر سيسي بتدبير عمليّة انقلاب سياسي في 21 سبتمبر 1898، مُجبرة ً المُصلح الشابّ غوانغسو على الانسحاب، وقد ساندها في ذلك المُحافظون المُتطرّفون كما ساعدها التأيـيد الصّامت للانتهازيّ السياسي يوان شيكاي. أخذت سيسي السلطة بصفتها وصيّـة على الحكم. وانتهى إصلاح المائة يوم ٍ بحـلّ العقود الجديدة وبإعدام ستـّة من المُدافعين الرئيسيّـين عن الإصلاح.
2- ثورة سينهاي (أو ثورة هسينهاي)، سُمّيت باسم السنة الصينية سينهاي (1911)، وقعت فيها الإطاحة بحكم عائلة تشينغ الصينية (10 أكتوبر 1911، 12 فبراير 1912) وتأسيس الجمهورية الصينية.
3- حركة 4 مايو كانت أوّل حركة شعبية في تاريخ الصين الحديث، وبدأت في 4 مايو 1919.
4- الرابط : //www.marxists.org/francais/marx/works/1847/00/kmfe18470000d.htm.
5- رسالة من ماوو تسي تونغ إلى زوجته دجيانغ تشينغ (1966).
6- هذه المعلومة مُستقاة من الموقع التالي : http://www.debates.org/pages/trans2004a.html.
7- طاوو تي كينغ، الفصل 25.
8- الرابط : //www.marxists.org/francais/marx/works/1847/00/kmfe18470000a.htm.
جميـع الحقوق محفوظة للناشر - صحيفة الإيبوك تايمز